حقوق وحريات ومجتمع مدني

قصة المعتقل عارف الصلاحى

 عارف علي غالب فرحان الصلاحي من محافظة إب مديرية العدين يبلغ من العمر خمسة وعشرين سنة, استمر بثوريته في ساحة خليج الحرية بإب حتى رمضان الماضي ليلتحق بساحة التغيير بصنعاء وبعد يومين من مجزرة القاع خرج مع زميل له يدعى نبيل محمد منصورة وكانت الساعة العاشرة والنصف صباحاً.

وبحسب عارف فقد اتجه مع زميله باتجاه شارع الزراعة وما إن وصلوا إلى بريد الزراعة حتى استوقفهما جندي وقبل أن أن يسألوه أين باص باب اليمن نظر إلى تلفون عارف مكتوب عليه إرحل فأخذ التلفون ثم قام بتفتيشهما وأخذ أحد عشر ألف ريال كانت بحوزتهما ثم أخذهما إلى مدرسة مجاورة كانوا يتمترسون فيها وتتكون من ثلاثة طوابق قريبة من وزارة الزراعة وهناك استقبلهما الضابط بالركل في بطونهم ولطمهم على الخد حتى نزل الدم من أنفه.

وأضاف عارف بأنهم انفردوا به في أحد الفصول وبدءوا يضربونه بمؤخرة الآلي ثم فتشوه مرةَ أخرى فوجدوا بياناً لعسكر زعيل فزاد عضبهم, وكان كلما رفع رأسه ضربوه حتى يسقط ثم أخذه الضابط إلى الشارع العام حيث لم يكن في الشارع أحد سوى الجنود لأن المنطقة أمنية وكانت محظورة آنذاك وأخذ بندقيته وأطلق ثلاث رصاصات مرت بجانب أذنيه بعده قال له الضابط اعترف بأنك قتلت أخى.

وأضاف كان بقية الجنود يتفرجون وكنت أتوسل إليه بأن يقتلني أو يحولني إلى القضاء ولا يعذبني, وقد رقدني على الأرض وطلع فوقي بالبيادة(الحذاء العسكري) وأصبت بثلاثة انزلاقات بالعمود الفقري ومازلت أعاني منها حتى الآن.

وذكر عارف أنه تم إدخاله مره أخرى إلى الفصل بعد أن قال له زميله المدني إنه لا يصلح أن يعذب بالشارع العام وادخلنا وهو لا يزال يعذبنا وألحق به زميله وطلب منها أن نحمل أحجاراً كبيرة إلى الدور الثالث ليعمل منها متاريس يقتل بها شباب الساحات كما قال الضابط.

وقال عارف إنهما كانا يمشيان حبواً والبنادق على رأسيهما ثم جاء جندي بلباس مدني وضغط على زميل عارف ضغطة قوية على الحائط حتى سقط فتدخل أحد الجنود وفتح بندقيه عليه وقال لا دخل لك, القضية قضيتنا وأضاف عارف بأنهم ربطوا عيونهما وكبلوا أيديهما وأركبوهما سيارة وسارت بهما لمدة نصف ساعة ليستقبلهما حراسة السجن بالرفس واللطم والضرب بالبنادق وأدخلوهما إلى غرفة صغيرة بدون نوافذ وفيها خمسة أشخاص من شباب الساحات وكانوا ينتظرون بالطابور إلى الساعة الحادية عشرة ليلاً للتحقيق.

وأصاف: كانوا يغطون عيونهم ويكبلونهم أثناء التحقيق وإذا أجاب عن السؤال يقوم المحققون بضربه واشتمه وأحدهم يضربه بالصميل ويقول له (أنت من المخربين,تريدون تغيير الزعيم حقكم لولا الزعيم ما وجدتم اليمن) ثم يبصِّونه على أوراق لا يعرف ماذا كتبوا فيها,ويقول عارف إن بعض المسجونين قد نزعت جلودهم من شدة الضرب وكانوا هناك جنود من الفرقة مكبلين وآثار الضرب على وجوههم وآعينهم.

وبعدها تم تحويل عارف إلى سجن العمري وهناك كان يدخل المدني بدون ضرب وأما العسكري فكانوا يضربونه ضرباً مبرحاَ ومكث ثلاثة أيام بدون تحقيق وكانوا يعطونه حبه من الكدم بالصباح وأخرى بالليل وكل من يسأل عنهم خارج السجن كانوا يقولون لهم هؤلاء مشكلتهم مع علي عبد الله صالح وكانوا يدخلون بجانبهم مجانين يسبون ويشتمون ويؤذونهم وكانوا من ضمن المسجونين ثلاثة أطفال ورجل مصري يدعى صلاح صفوت كان في المستشفى الميداني ومسكوه ومعه كاميرا تصوير لشهداء الثورة وكذلك صوماليون مسكوهم بمستشفى الجمهوري بتهمة أنهم قناصة مع علي محسن حتى جاء مدير المستشفى وقال إنهم عمال نظافة عنده وبعد طول انتظار رفعوا ملفاتهم إلى النائب العام وجاء قاضٍ بعد مدة واستغرب من وجود الأطفال وأخرجهم, ثم أخرجنا اليوم الثاني.

وختم عارف: خرجت واكتشفت بأن أخي قد خسر ثلاثمائة ألف ريال مقابل متابعة قضيتي والآن أعاني من انزلاق في العمود الفقري.

المصدر: صحيفة الأولى ـ أمين دبوان

زر الذهاب إلى الأعلى